تفاجئى الجميع اليوم بعطل مفاجيء لم تمر عليه بضع ساعات حتى كتابة تلك السطور وليس هذا هو العطل الأول من نوعه فما القصة؟
عطل مفاجيء في واتس آب
Table of Contents
قد يبدو الأمر عادياً لدى بعض المستخدمين الذين يشكون في باديء الأمر فيخدمة الإنترنت ويلقون عليها باللوم إذا ما تعطلت بعض رسائل الواتس آب الخاصة بهم في الوصول، لكن ثمة أشخاص آخرون يديرون أعمالاً لا سيما على تطبيق whatsapp business تتأثر أعمالهم بشكل مخيف في هذه الساعات الحاسمة.
عدد من رسائل العملاء والدعم الفني لمستخدمي الواتس آب تتعطل بدورها، كما تتعطل بعض الخوادم المعتمدة على تغذية وأوامر من واتس آب …إلخ هذه ولا شك كارثة خطيرة لكن ثمة أمر آخر يقلق الجميع (أصحاب الأعمال والمستخدمين ) على حد سواء. فما هو المقلق في الأمر؟
هل بياناتنا في أمان فعلا ؟
من المعرف أن شركة فيس بوك التي تسمى حالياً (ميتا ) حينما اشترت واتس آب جعلته مجانياً تماماً وإلى مدى الحياة. بدلاً من الاشتراك الذي كان يفترض أن يدفعه المستخدمون للواتسآب من العام التالي لاستخدامه.
ثم أصدرت ميتا إصداراً آخر للواتس آب للأعمال كل ذلك بدون مقابل فمن أين تربح شركة ميتا. ولماذا تنفق كل هذه الأموال في تطوير الواتس آب وإصدار نسخة الأعمال منه؟
يتوقع كثير من المستخدمين أن (ميتا) تجمع بيانات المستخدمين في واتس آب whatsapp business وواتس آب للأعمال whatsapp business لاستخدامها في أغراض الإعلانات والتسويق على شبكاتها الأخرى كـ (انستجرام – فيسبوك).
ولكن إذا كان هذا الأمر صحيحاً فما المشكلة في ذلك، إنها بالفعل تفعل ذلك في فيس بوك وانستجرام ولم يقل أحد أن هذا شيء به بأس !!!
لكن الأمر هنا عزيزي يختلف كثيراً فالميزة الوحيدة والتي من أجلها يستخدم معظم الناس الواتس آب هي ميزة الخصوصية، والخصوصية تعني أن البيانات التي يتم إرسالها واستقبالها هي خاصة ومشفرة تماماً بين مستخدميها. هكذا قرر واتس آب كتطبيق في اتفاقية المستخدم الخاصة به والتي توافق عليها قبل الشروع في استخدامه.
ومعنى ذلك أن الناس تستخدم واتس آب في إرسال واستقبال أشياء يفترض أنها خاصة بالمرسل والمستلم فقط ولا ينبغي أن يطلع عليها أحد غيرهما ولا حتى مالكوا تطبيق واتساب أنفسهم.
تاريخ كسر الخصوصية والاطلاع على بيانات واتساب (المحاولة الأولى)
في شهر فبراير من العام السابق 2021 قررت شركة ميتا أن تعدل شروط استخدام واتس اب لصالحها وكان على المستخدمين أن يقبلوا هذه الشروط حتى يتمكنوا من استئناف استخدام التطبيق على هواتفهم.
توقعت الشركة أنها ستضع المستخدمين أمام خيار ولاحد لابد منه وإلا سيفقدون التطبيق الرهيب للأبد. وهنا حدثت المفاجئة فبدلاً من الاستجابة للتحذير الذي أعلن عنه في تطبيق الواتساب والذي ينص على : “سيتعين على المستخدمين الاختيار، إما أن يقبلوا الشروط الجديدة قبل 8 فبراير من عام 2021، أو منعهم من استخدام واتس أب بشكل كامل “.
بدلا من ذلك فقد حذف أعلن كثير من المستخدمين استغناؤهم عن التطبيق والانتقال إلى تطبيقات أخرى مثل Signal ودشنوا هاشتاجات على فيس بوك وتويتر رافضة للتعديلات على شروط الخدمة. حينها تراجعت واتساب وأجلت موعد حذف التطبيق أو الموافقة على شروط الخدمة إلى يوم 15 مايو من نفس العام أي بعد ثلاثة أشهر وذلك لطمأنة الجمهور وشرح الشروط الجديدة لهم والتي كانت وما زالت غامضة في صيغتها وأهدافها.
المحاولة الثانية ( تعطل مفاجيء للواتس اب)
في الرابع من أكتوبر 2021 الماضي حدث عطل مفاجيء كالذي حدث اليوم ولكن للتطبيقات الثلاثة ( واتس آب وفيس بوك وانستجرام ) والتي تمتلكها جميعا شركة واحدة (فيس بوك سابقاً و ميتا حالياً ).
حدث اضطراب شديد وسط المستخدمين وظهرت تحليلات تفيد بأن بيانات المستخدمين ولا شك في خطر كبير، وتوقع البعض أن يكون هذا العطل هو تحايل من الشركة على كسر شروط الخصوصية. ومن ثم الاطلاع على بيانات العملاء بسهولة أثناء صيانة التطبيق من قواعد البيانات الموجودة على خوادم الشركة.
عطل الواتساب اليوم2022
طبعاً ما قرأته عزيزي في السطور السابقة كان مجرد سرد لتكهنات البعض بخصوص تعطل الواتس اب والذي من الصعب أن يثبت بشكل قاطع لكن لا بد من أخذ الحيطة والحذر عند استخدام هذه التطبيقات بشكل عام وقراءة الشروط جيداً قبل الموافقة، كذلك عدم إرسال البيانات ذات الحساسية الكبيرة إلا في أضيق الحدود.
إن عطل واتساب اليوم قد يكون حدثاً عادياً وقد يشكل خسائر فادحة لدى كثير من الشركات، وقد يكون مصدر تهديد أمني لبعض المستخدمين (أعني أمن بياناتهم) وقد يكون كل ذلك من المخاوف الزائفة، لكن الدرس المستفاد ولا شك أن تراقب جيداً سلوكك كمستخدم لتلك التطبيقات سواء كنت من المستخدمين العاديين أم من أصحاب الأعمال
No comment